Sep 13, 2011

ورقة المصالحة

حضرتُ برنامجًـا يوم السبت في بيت جالا شمل متحدتين عن خمسة فصائل فلسطينية (المبادرة, فتح, الشعبية, الديمقراطية, حزب الشعب)  وقد دلّ المشاركون على أنّهم يدعمون التوجّه للأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينيّة. وقد أَضاف بعضهم أنه يجب أن نعرف صيغة التوجّه لنزيل الشكوك المسموعة، والمعروفة، حول التفريط بالحقوق، خاصة حقوق اللاجئين وتمثيل منظمة التحرير. وآراء المشاركين شملت أنهم وقـّعوا اتفاقية المصالحة ويجب تنفيذها. كانت تعليقات وأسئلة الحضور كلها نقدًا، أو تساؤلات مشروعة حول التمثيل، والإستراتيجية، والتخطيط، والإدارة. أمّا أنا ومن جهتي فقد سألت عن دور المستقلين مثلي، في هذه الأمور، وطالما أنّ كلّ المشتركين موافقون، وقد وقعوا على ورقة المصالحة ، خاصّة البند المتعلق بالتمثيل، وتفعيل المنظمة،فلماذا  لم يتمّ ذلك ؟. وإذ لم ألقَ جوابًا عن سؤالي، فقد تساءل آخرون عن الموضوع نفسه. لتبقى التساؤلات دونما إجابات  ولتتزايد يومًا بعد يوم.  ومن المستغرب أنّه قد تبين من مسؤولين أوروبيّين (وقد أكد لي ذلك أحد المسؤولين الفلسطينيين) أنّ السلطة الفلسطينية تجري تفاوضًا مع الحكومات الغربية حول صيغة الذهاب للأمم المتحدة ،ويشمل التفاوض ما يلي :

- عدم الذهاب لمجلس الأمن.
- الصيغة التي يتمّ تقديمها  للمجلس العمومي تكون صيغة معتدلة، وتشمل عضوًا مراقبًا لدولة فلسطين والاعتراف بدولة إسرئيل، وعدم التزام الدول الموافِقة ، على فتح علاقات دولية ثنائيّة مع فلسطين ، ضمن صيغة لا تشمل إقامة الدولة الفلسطينيّة  وفق حدود عام 1967، بل وفق حدود تقوم على تغييرات متقق عليها بين الطرفين.
- تعهدات جانبية من قِبَل الفلسطينيين بعدم التوجّه للمحكمة الدولية (بشأن جرائم حرب صهيونية)
- العودة مباشرةً إلى المفاوضات الثنائية بعد التصويت وبدون شروط .

وبالمقابل لهذه التنازلات (بعضها وافق عليه المفاوضون الفلسطينيون وبعضها ما يزال في طور النقاش والجدل) ستستمر المساعدات الماديّة (وقد تزيد إلى 6 مليار للسنوات الخمس القادمة) وستصوّت دول أوروبية مع القرار المعدّل، في حين تمتنع أمريكا عن التصويت في الجمعية العمومية. وعليه ، وفي إطار هذه المساعي والمفاوضات ، وصلت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى القاهرة يوم  الاثنين  للاجتماع مع عباس والمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة العربية. وسيصل دافيد هيل ودنيس روس من أمريكا إلى رام الله قريبا. للأسف الحراك الديبلوماسي لم يكن بالتشاور مع الشعب أو مع التغيير المتوافق عليه في التمثيل ل م. ت. ف. وفي الشأن نفسه وصل إلى القاهرة كذلك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحاول إقناع العرب أن يغيروا تخاذلهم.

مع أن حقوقنا ثابتة، ولا يحق لأي شخص أن يضحّي بها يبدو أنه قد ُتعقد خلف الكواليس صفقات كما حصل سابقـًا. يقولون لنا إنهم يصحّحون المسار بالعودة إلى الأمم المتحدة، غير أنّ تصحيح المسار لا بدّ له  أن يتم بالعودة إلى الشعب ،ومحاسبة من يقيم  اتفاقيات جديدة دون العودة إلى الشعب (كما حصل فتي اتفاقيات أوسلو وغيرها مثلاً). في نظري هذا هو الخيار الصحيح أولاً وثانيًا وثالثـًا ، وسيبقى كذلك بعد أن تهدأ الزوبعة. والأهم من كل هذا هو دور الشعب، وهل حقّـًا سنبقى هكذا متفرجين. يبدو من هذه الاهتمامات والتساؤلات وخاصة تشجيع الربيع العربي أنّ المارد الفلسطيني (الشعب) بدأ يصحو من سباته العميق وأنّ الأشهر القادمة ستبين ولا ريب ماذا يحصل، ويتراءى لي  أنّ  إحدى الدلائل ستكون نوعيّة وطريقة الانتفاضة القادمة.

ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


No comments:

Post a Comment